Translate

Friday 3 August 2012

ظاهرة التعميد



معمودية المسيح أعطت الكنيسة المنهج والفكر لتقديم هذه المعمودية للعائدين إليها بالإيمان، فأعطت التبني، ومسحة الروح القدس، وقوة وموهبة المصارعة مع الشياطين لفتح الطريق أمام الإنسان للدخول إلى حياة المسيح والاتحاد به، أي الملكوت. لذلك فالمعمودية، مثل باقي الأسرار، نتذوق من خلالها منذ الآن حلاوة الملكوت بأن نعيش حياة القداسة بعيداً عن الخطيئة قريبين من الرب يسوع المسيح.

والكنيسة لم ترسم معموديتها فقط على معمودية المسيح بل على موته أيضاً، فقد أخبرنا الإنجيلي يوحنا عن خروج دم وماء من جنب الرب يسوع، لذلك يرى الآباء أن معمودية السيد بالموت وانصباغه بالدم سلّمتنا سر معموديتنا مؤسسة على موت المسيح أو كشركة في موته، وهذا ما أوضحه القديس بولس في رسالته إلى رومية "أننا كل من اعتمد بيسوع المسيح اعتمدنا لموته، فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أُقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً في جدة الحياة" (رو6: 3ء5). لذلك معمودية يوحنا قد بطُلت "لأن يوحنا عمّد بالماء أما أنتم فستتعمدون بالروح القدس" (أع 1: 5)

هذا هو سر المعمودية في حياتنا المسيحية، ولكن ما سأكتب عنه اليوم هو ظاهرة التعميد التي تختلف كليا عن المعمودية التي نعرفها
وهذه الظاهرة اليوم متفشية بشكل خطير، وهي ظاهرة التعميد من ليس مسيحيا بسبب زواجه من مسيحي/مسيحية. ولو كان هؤلاء يطلبون العماد لانهم اقتنعوا وآمنوا بالمسيح وتعاليمه وصلبه وقيامته لانحنيت امامهم لانهم سيكونون افضل مني ، فأنا ليس لدي الفضل في كوني مسيحية من ابوين مسيحيين ومتربية في بيئة مسيحية بينما هم على خلاف ذلك من ابوين غير مسيحيين ومن بيئة تختلف تماما ولا نلتقي واياهم من ناحية العقيدة فكلنا يؤمن بأن لا شراكة بين الظلمة والنور
ولكن ما يحصل اليوم هو مراسم احتفالية لانقاذ ماء الوجه، يتم من خلالها التلاعب بأهم مرتكزات ايماننا المسيحي، الا وهو سر المعمودية
الاحتفال الذي يتم هو تعميد فتاة من دين آخر اختارها الشاب المسيحي لكي تكون زوجة له ، وتعميد شاب من دين آخر اختارته الفتاة المسيحية زوجا لها ،فيأتون الى الكنيسة ويطلبون تعميدهم لاتمام سر الزواج المسيحي الذي من اول شروطه هو ارتباط شخصين من نفس العقيدة والايمان.
المعمودية هنا تتم كمراسم احتفال لا اكثر تخلو من الفرح الالهي والكنسي لأن ما يحتفل به هو فقط لانقاذ ماء الوجه، لهم ولأهلم فيتم التباهي بأن اولادهم ما خرجوا عن طاعة الكنيسة واضافة الى ذلك فقد كانو سببا في ان الكنيسة ربحت اولادا جدد،وهم يعتقدون ان المسيحية فقط احتفال بوضع الزيت على الجباه، وأن ما قاموا به عملا جبارا، فترى الاهل فخورين بهذا الانجاز متباهين به امام ضيوفهم و
ان سألتهم كيف هذا يقولون لك كل ذلك في سبيل الاولاد نريدهم ان ينجبوا اولادا مسيحيين كأبوهم المسيحي او امهم المسيحية وهم لا يعلمون بأن هؤلاء لا يمتون الى المسيحية بصلة فمن كان مسيحيا لا يضع الظلمة والنور في اناء واحد، وهؤلاء لو كانوا مسيحيين فعلا هل كانوا يفعلون هذا ؟ هل باختيارهم آخر من غير دين وارتباطهم به ومشحه بالزيت يصبح هذ الآخر مسيحيا كما يجب ؟
انها ظاهرة خطيرة جدا يلجأ اليها اولادنا بحجة او بأخرى مبررين اختيارهم للظلمة وهم يعرفون بأن لا شراكة بينها وبين النور الذي نؤمن به وما يحزن في المشهد التمثيلي الذي يقومون به هو تقديم جسد ودم المسيح المهراق عنا ولاجل مغفرة خطايانا الى هؤلاء المنضمين الجدد دون ان يعرفوا هؤلاء قيمة وثمن ما يشربون ويأكلون، والاهم انهم لا يؤمنون بذلك ، لسبب بسيط جدا انهم لم يتابعوا دروسا في الانجيل وفي العقيدة والاهم انهم لم يؤمنوا بذلك ولم يأتوا طوعا بل كل ما اجبرهم هو انقاذ ماء وجه واحتفال يجبرون انفسهم على القيام به وربما وجدنا في النهاية بأن شبابنا المسيحيين الذين عمدوا من ارتبطو بهم بحجة اقامة اكليل في الكنيسة قد اصبحوا يوما من معتنقي ذلك الدين الذي منه اختاروا شركاءهم،
انا هنا اسأل على من تقع المسؤولية هنا ؟ هل الكاهن هو المسؤول الاول والاخير ؟ هل تم التساهل من قبله ؟ ولماذا تراعى الاجتماعيات فيما يخص الكنيسة ولا يراعى الايمان وتطبيق ما تسلمناه من الاباء والرسل؟
هل نقص التوعية هو السبب ؟ او ان ايمان اولادنا بالعلمانية والتطور المدني هو وراء ازدراءهم للايمان والعقيدة والتلاعب بما يخصه على هذا الشكل الوضح؟ لماذا تتم هذه الخروقات في كنيستنا على مرأى من كبارها وبأيدي من يفترض بهم الحفاظ عليها ؟