Translate

Friday 19 October 2012

لا تحزن ايها اللبناني


لقد وطئت قدماك القمة ايها اللبناني عندما تعاليت على جروحك وسامحت من استباح ارضك وخربها وقتل شبابها واسرهم ورماهم في سجونه المظلمة،ويوم جُرِحت وسالت دماء شبابك واطفالك ونسائك ، فرحوا وشمتو مع ان الشماتة ليست من شيم المسيحي المؤمن، فقد شتموا ضحاياك وشهدائك لمجرد ان بعض الدول الكبرى استنكرت الاعتداء، فغضبوا غضبا شديدا مع  انك ايها اللبناني الحر تعاليت على جراحك يوم جرحوا، وبكيت يوم قتل اطفالهم بالرغم من  انهم لم يرحموا اطفالك يوم كانوا ضيوفنا، كنائسك دقت اجراسها حزنا على شبابهم، وافواههم نطقت شماتة يوم استشهد شبابك، يقولون انهم  مسيحيون ويغارون على وطنهم ودينهم، ولكنهم لم يمنعوا انفسهم من سب قتلاك ونعتهم بابشع النعوت، حاسبوا شعبك باكمله بخطيئة ارتكبها شخص وما اكتر خطايا مسؤوليهم بحقك يا بلد الشمس، بنوا قصورهم من اموال شعبك، عرفوا معنى التمدن عندما داسوا ارضك، دنسوا مقدساتك يوم وطئت رؤوسهم وهي تلبس النعال ارض اديرتك وكنائسك، ومع ذلك يتبجحون اليوم وينفثون السموم ويبثون حقدهم الاعمى على  بنيك، نحن كلبنانيين اليوم لا نحاسب من مات لأنه ذهب الى ربه وهو من سيحاسب كل منا، بغض النظر عن ديانته او طائفته او سلوكه، لم يعد يحق لاحد اليوم ان يحاسب انسانا مات، تحبه او تكرهه ، لا فرق، تتفق معه او تختلف لا فرق، فهو لم يعد امامك كي تحاسبه كل ما علينا فعله اليوم هو الصلاة من اجل الاحياء لأن الوطن بخطر ومن به بخطر مهما كانت ديانته، ولأننا لبنانيين ومسيحيين نصلي من اجل كل متألم لأننا ذ'قنا طعم الالم وخبرناه 30 سنة، نصلي من اجل عودة كل المأسورين لأن لدينا لحد الآن مخفيون في سجون الدول الشقيقة ونعرف مرارة ان تفقد انسانا ولا تعرف عنه شيئا حيا هو ام ميت، نصلي لكل يتيم لأننا فقدنا الكثير من الاباء والامهات واطفالنا شردوا في الشوارع واستغلوا ابشع استغلال، نصلي  من اجل كل الامهات ونحترم دموعهن لأن دموع امهاتنا ما زالت تروي تراب لبنان  حزنا على شهدائهن و اشتياقا لمن اختفوا قسرا ولا يعلمن عنهم شيئا. نصلي من اجل كل الرجال الذين فقدوا رجولتهم وعرفوا طعم الذل لأن الكثير من رجالنا وقعوا ضحايا وذاقوا طعم الذل على انواعه، لذا تروننا يا من تشمتون بضحايانا اليوم نبكيكم كما نبكي ابناءنا لأنكم مثلنا مجروحين ومتألمين ولا تملكون الصلاة لأن قلوبكم لا تعرف الرحمة لذا نصلي نحن من اجلكم، رحم الله كل من سقط ضحية الهمجية والشر والظلم والعنف وشفى الله كل جرحانا وجرحى اشقاءنا في الدول المجاورة، وانعم على بلادنا وبلادهم السلام والامان

Wednesday 10 October 2012

الحقوق المغلوطة

من مدة كنت ا قول ان العدل اختفى بظروف غامضة وجاري البحث عنه لمعرفة مصيره، ولكني اليوم اكتشفت انو من الاساس ما فى عدل تا يختفي. للاسف منذ تولي الانسان الحكم على وجه الارض والظلم سيد الصالونات، يعني مثلا اليوم ناس عم تطالب بالغاء الاعدام وتأهيل المجرم لدمجه بالمجتمع، في جرايم اصحابها قابلين للاصلاح ومن حقهم ذلك لأنو جرايمهم لا تتعدى الجنح او السرقات  او ضرب الكف ، ولكن القتلة وخونة الاوطان ومغتصبي الحقوق والاعراض، ومجرمو القتل الجماعي الذين يتباهون بفعلتهم باعتبارهم حققوا عدالة ما بفعلهم كيف نمنع عنهم الاعدام ونعيد تأهيلهم، الضحايا ماذا نقول لهم ولأهاليهم ، عفوا كنتم بالمكان الغلط والزمن الغلط، ونحن اليوم راح نعيد تأهيل اللي عدمكم الحياة واغتصب نساءكم وقطَّع اوصال اطفالكم لنعيد دمجه في المجتمع،
السؤال هون بأي مجتمع بدنا ندمج هالمجرم؟ هل عملية الدمج ستتم في نفس منطقة ارتكابه جرائمه ام في مكان آخر حفاظا على شعور الضحايا ؟ منظمات
حقوق الانسان دائما نراها عند صدور اي حكم على اي مجرم ولا نراها عند  موت الضحية! نراها تدافع دائما وتهدد وتتوعد بالتصدي للاحكام الموجهة ضد الجرمين، وتراها تنزل الى الشارع وامام المحاكم تنظم التظاهرات وتطالب المحكمة بتطبيق القوانين الانسانية على المتهم طالبة له مكانا لائقا يقضي فيه عقوبته، وجامعة ينهي فيها تخصصا، وامنا ومرافقة لحمايته من الآخرين ورقابة نفسية 24/24 لحمايته من نفسه ان شعر بالذنب واكتأب، كل هذا لمجمرم ارتكب اقذر الجرايم وبحق الابرياء والطفولة والاوطان، والادهى من ذلك، يطالبون بفك اسره نهاية كل اسبوع تحت المراقبة كي يتسنى له الخروج لتمضية العطلة مع زوجته ولا نعجب ان كان ذلك في جزر مخصصة للسياحة الفخمة وكل ذلك تحت بند الحقوق الانسانية
اريد ان اسأل هنا اين حقوق الضحية ؟ ولمادا لم يهتم لها احد؟ لماذا الدفاع عن الضحية يتطلب ساعة وتأئقية على محطة صغيرة من محطاتنا العملاقة بينما يتم الدفاع عن المجرم عبر كل القنوات الفضائية والارضية ؟ لماذا ينبري نوابنا الاعزاء بالمطالبة بتطبيق قانون الرحمة والرأفة بالمجرم ويتجاهلون ان الضحية هي الا
حق بهذه الرحمة والرأفة ؟ هل للتشابه بينهم وبين المجرم ؟ او كي لا يطالهم القانون وهم العابثين به؟

Monday 8 October 2012

ذكريات دفنت

تعيش قليلا او كثيرا فأنت لا تملك شيئا الا ذكريات وما اصعبها ان اتى احدهم وسرقها منك، فذكرياتك تكمن في اماكن عشت بها ، او في اثاث امتلكته، او في اشياء صغيرة اشتريتها فلكل غرض ذكرى، ولكل غرض قصة، احيانا تختصر حياة كاملة في غرض صغير عزيز عليك يراه غيرك بلا ثمن فيرميه ويرمي معه حياتك وذكرياتك التي لا يحس بها احد سواك ولا يعرف طعمها غيرك، فهي كالاذواق تختلف من شخص الى آخر، فما تراه ثمينا يراه غيرك لا يستحق الاقتناء فيرميه كما رماك ، ففي وسادة اقتنيتها ذكرى دموع غسلت فيها ايامي، وفي ملعقة اقتنيت اطعمت بها اعز ما اعطاني الله، وفي غطاء تسلمته هدية معاناة من اشتراه ليعطيني بسمة في اقتنائه، وفي طاولة واوانيها اماني واحلام زرعت بأن اولاد ذلك المكان سيجلسون مع اترابهم يوما ويتناولون طعام اعده لهم بكل فرح،وفي صالون او غرفة جلوس ذكريات الم وفرح عششت في اقمشتهم وتخاوت معها وباتا يشكلان نسيجا فريدا لاسرة كانت فريدة، واهم ما في تلك الاغراض انها لم تأت من بحبوحة بل من تقتير وادخار ، ولكنها رميت بعدما حلت البحبوحة على صاحبها فبدل ان يصونها لما فيها من عطر لن يستطيع بعد اليوم ان يحصل عليه رماها كما رمى كل شيء جميل،واستبدلها بغالي الاشياء ولكنها ميتة باردة تحمل الذل وانحناء الرأس بدل الرفعة، واذا سألت عنه يوما سخر منك اما لشعوره بالذنب وهذا ابعد ما يكون عن شخص سحقك وسحق احلامك ، واما لعدم قدرته على البوح لك بأنه رمى كل ما يخصك بدون رحمة في لحظة غباء ، لذلك واحتراما مني لاشيائي الجميلة وما تحتويه من ذكريات اجمل قررت ان ادفن ذكرياتي حيث دفنت ايامي الماضية، فلا فائدة من احيائها مجددا. فما من ميت عاد الى الحياة، وهكذا هي الحياة دائما تحمل في طياتها الالم، فالانسان ذكريات وبدونها هو فاقد للذاكرة، فكم من ذاكرة مُحِيَت لأنها لم تجد من يصونها ،وكم من الم عاش لأنه لم يجد من يلملم جراحه،كلنا يمر في فترة تنقية في هذه الحياة وهي فترة عنوانها النار، لا تغيب الشمس فيها بل تبقى حارقة لتقضي على كل ما هو عليل فيك وتحوله الى عِلل تحدث ندوبا في النفس تبقى ما حييت، عبثا تحاول النسيان فما ظاهر منها غني عن التعريف وما هو مستتر يوسِّع الجراح ويعمل على انتانها كي تبقى مؤلمة ، لن نستطيع النسيان مهما حاولنا فما يعتمر في النفس اقوى من اي دواء،