Translate

Monday 8 October 2012

ذكريات دفنت

تعيش قليلا او كثيرا فأنت لا تملك شيئا الا ذكريات وما اصعبها ان اتى احدهم وسرقها منك، فذكرياتك تكمن في اماكن عشت بها ، او في اثاث امتلكته، او في اشياء صغيرة اشتريتها فلكل غرض ذكرى، ولكل غرض قصة، احيانا تختصر حياة كاملة في غرض صغير عزيز عليك يراه غيرك بلا ثمن فيرميه ويرمي معه حياتك وذكرياتك التي لا يحس بها احد سواك ولا يعرف طعمها غيرك، فهي كالاذواق تختلف من شخص الى آخر، فما تراه ثمينا يراه غيرك لا يستحق الاقتناء فيرميه كما رماك ، ففي وسادة اقتنيتها ذكرى دموع غسلت فيها ايامي، وفي ملعقة اقتنيت اطعمت بها اعز ما اعطاني الله، وفي غطاء تسلمته هدية معاناة من اشتراه ليعطيني بسمة في اقتنائه، وفي طاولة واوانيها اماني واحلام زرعت بأن اولاد ذلك المكان سيجلسون مع اترابهم يوما ويتناولون طعام اعده لهم بكل فرح،وفي صالون او غرفة جلوس ذكريات الم وفرح عششت في اقمشتهم وتخاوت معها وباتا يشكلان نسيجا فريدا لاسرة كانت فريدة، واهم ما في تلك الاغراض انها لم تأت من بحبوحة بل من تقتير وادخار ، ولكنها رميت بعدما حلت البحبوحة على صاحبها فبدل ان يصونها لما فيها من عطر لن يستطيع بعد اليوم ان يحصل عليه رماها كما رمى كل شيء جميل،واستبدلها بغالي الاشياء ولكنها ميتة باردة تحمل الذل وانحناء الرأس بدل الرفعة، واذا سألت عنه يوما سخر منك اما لشعوره بالذنب وهذا ابعد ما يكون عن شخص سحقك وسحق احلامك ، واما لعدم قدرته على البوح لك بأنه رمى كل ما يخصك بدون رحمة في لحظة غباء ، لذلك واحتراما مني لاشيائي الجميلة وما تحتويه من ذكريات اجمل قررت ان ادفن ذكرياتي حيث دفنت ايامي الماضية، فلا فائدة من احيائها مجددا. فما من ميت عاد الى الحياة، وهكذا هي الحياة دائما تحمل في طياتها الالم، فالانسان ذكريات وبدونها هو فاقد للذاكرة، فكم من ذاكرة مُحِيَت لأنها لم تجد من يصونها ،وكم من الم عاش لأنه لم يجد من يلملم جراحه،كلنا يمر في فترة تنقية في هذه الحياة وهي فترة عنوانها النار، لا تغيب الشمس فيها بل تبقى حارقة لتقضي على كل ما هو عليل فيك وتحوله الى عِلل تحدث ندوبا في النفس تبقى ما حييت، عبثا تحاول النسيان فما ظاهر منها غني عن التعريف وما هو مستتر يوسِّع الجراح ويعمل على انتانها كي تبقى مؤلمة ، لن نستطيع النسيان مهما حاولنا فما يعتمر في النفس اقوى من اي دواء،

No comments:

Post a Comment