Translate

Sunday 2 September 2012

يسوع المسيح بين الايقونة الكنسية والايقونة الفنية



هذه الصورة يجري تداولها كثيرا على الانترنيت وفي اغلب المواضيع الدينية خاصة اذا كان قصد صاحبها ان يكتب آية من الكتاب المقدس او قولا من اقوال  السيد المسيح ويروجها على انها ايقونة السيد
فهم يركزون على الوجه الجميل في صورة السيد المسيح فتراهم عند رؤيتهم اي وجه جميل يتخذونه صورة للمسيح الاله وهكذا هم يفعلون مع والدة الاله القديسة مريم فهم يروجون صورها على انها فتاة جميلة شكلا ومحببةا لوجه والسمات وكأنهم يربطون الجمال بالقبول بمعنى ان الله ووالدته القديسة هما جميلا الوجه وفاتهم ان يركزوا على الهيبة والجلال والنورانية والوداعة والنقاء والطهارة في هذه الصور، الصور التي انتشرت مؤخرا على انها صورة الكفن للسيد المسيح لم تكن جميلة بمفهومنا العادي ولكنها كانت تدخل القلب دون استئذان وتشعرك بالصِغَر امام هذا الوجه المهيب الاسمر بخلاف ما ينشرون فهم يصورونه رجلا اشقر عينان زرقاوان وفم احمر اي ان الجمال الذي يروجون له ما هو الا ارضي وزائل
وكثيرا ما نرى هذه الصورة وقد كتب عليها ملك الملوك وتتداول كملصقات من اجل وضعها على زجاج السيارات ونوافذ البيوت على انها صورة السيد المسيح
ما اريد قوله هنا انه علينا ان نفرق جيدا بين الايقونة كأيقونة مسيحية كنسية وبين ايقونة التمثيل على اساس انهم يقولون عن الممثل الجيد بأنه ايقونة الفن اي رمزا لفنه وهنا يقع الغلط فالسيد المسيح ليس ايقونة فنية اجاد تمثيلها ممثل بارع ارتفع بفعله هذا الى مستوى تقليد الناس لصورته وجعلِها ايقونة مكرمة او معبودة ، المسيح الاله ايقونة التضحية والمحبة والفداء  المسيح الاله ايقونة المجد والجلال والنقاء، المسيح هو الاله الفادي
لا انكر ان روبرت باول اجاد في تمثيل دوره في فيلم يسوع الناصري لدرجة مقنعة ،ولكنه ممثل وهذا عمله واعجابنا به لا يجب ان يتعدى هذا ، ممكن اعطاءه جائزة تقديرية عن عمله تتمثل با
وسكار معين ولكن ان نقدر عمله بجعل صورته ايقونة السيد الاله فهذه هرطقة وللاسف كل هذا يجري تحت انظار الكثيرين واذكر آسفة ان من بينهم من يعمل في المجال الديني وصفحة اليوتيوب ملأى بڤيديوهات التراتيل الكنسية يستخدم اصحابها صورة الممثل روبرت باول  في مجريات الڤيديو كمونتاج يتم استعماله لتبيان الترتيلة وكتابتها يعني مؤثرات ڤيديو ولكن هذه الفيديوهات يراها في اليوم مئات بل آلاف من الناس ويستمعون اليها وهم يقارنون بين ما  يسمعون وبين ما يرون ، فكيف سنفسر لمن يسأل  عندما يسمع ترتيله ان الله معنا( وغيره )وفي طيات الڤيديو صور للمثل مختارة من الفيلم ان على الصليب او في مشاهد مباركة الخبز وعرس قانا وغيرها من مشاهد الفيلم التي تعرض اعمال السيد المسيح واعجوباته 
ان سئلنا عن هذه الصورة ووجودها في ترتيلة دينية  فبماذا نجيب، من نكرم في هذه الصورة المسيح الاله ام الممثل ؟ ان اردنا تكريم الممثل فهنا ليس مكانه وان اردنا تكريم السيد المسيح فهذه اهانة له وليست تكريما وهذه من بين العثرات التي نزرعها في طريق ضعاف النفوس وكثيرا من المؤمنين الذين يتأثرون بكل شيء ولا يكلفون نفسهم بالبحث عن الحقيقة ،
في يومنا هذا اصبحت الصورة هي من تتكلم عنا ولسنا نحن من يتكلم عنها ، واصبحت بفضل التكنولوجيا الحديثة تدخل الى كل البيوت مهما اوجدنا من طرق حماية لاولادنا فالانترنيت شديد الدهاء واولادنا شديدو الذكاء في التكنولوجيا طبعا ولكنهم يتأثرون كثيرا بما حولهم وان لم تتوفر لهم المعرفة الكافية سقطوا وكنا نحن مسؤولين عنهم وعن سقوطهم، كأب او كأم اذا ما سئلتم من قبل اولادكم هذه الصورة اراها في فيلم ليسوع الناصري وهذه صورة الممثل لماذا توجد هنا كأيقونة للسيد المسيح هل هو من قام بهذا الدور ونحن نكرمه بوضع صورته  وندخلها في كل اعمالنا ؟ بماذا ستجيبون ؟ وكيف ستفسرون له ان احضرتم اليه او احضر غيركم له الايقونة الحقيقية او بكل بساطة عندما يذهب الى الكنيسة سيرى الايقونة الحقيقية وبينه وبين نفسه سيتساءل لما هذه الصورة في الكنيسة مختلفة تماما عن التي في الترتيلة وفي المواضيع الدينية التي ارى وفي كتابات الناس ، وسيكون في حيرة وعدم تصديق فيما بعد لما سنخبره به عن السيد المسيح فاذا زورنا صورته واعتمدناها  ايقونة افلا نكون مزورين في اشياء اخرى بقصد او بغير قصد؟
مسؤليتنا اليوم هي محاربة هذه الآفة بالتوعية الدينية الصحيحة ومن خلال نشرنا دراسات وحقائق عن الايقونة ورمزيتها في كنيستنا وعن وجودها وخدمتها في الكنيسة لأننا نعتمدها في كنائسنا لما تمثل وليست للديكور وللزخرفة ونفرد لها مكانا محترما في بيوتنا لتكريمها