Translate

Saturday 26 November 2011

تعلمت من الحياة

كل انسان يتعلم من اخطاء حياته ومن تجاربها وكل تجربة او ضيقة تمر علينا هي امتحان لايماننا وتجديد لنعمة السيد المسيح فينا
ربما في اوقات ضيقنا نئن ونسأل وفي اغلب الاحيان نتذمر لماذا انا وليس احد غيري ولا جواب لماذا ؟ لاننا في ذلك الوقت ضائعين مسلمين انفسنا لعدو الخير الذي يزين دائما لنا بأن الله هو سبب مصائبنا ويقنعنا بها ونحن في خضم مآسينا نصدق ونتلهى بوعوده ونستشيط غضبا ونلوم الله ربنا ولا نأنس لصوته لاننا لا نستطيع سماعه فصوت الرب لا يسمع في الغضب والحقد والمهانة صوت الرب يسمع في الهدوء والصمت والكرامة عندما تكون صامتا تسمع صوته في قلبك وعندما تكون كرامتك مصانة تسمع صوته في عنفوان محبتك وعندما تكون متسامحا تسمع صوته في اعمالك
ولكن هذا لا يمنعنا من ان نتعلم من غضبنا ومن مهانتنا بايدي غيرنا ومن حقدنا على الآخرين وقت الشدة وحقدهم علينا في اوقات النعمة بل يجب ان نتخد من هذه اللحظات دستورا جديدا لحياتنا نمشي عليه فيما بعد نرى اين اخطأنا واين اخطأ الآخرون في حقنا
اين كنا ضفعاء بعدم الايمان واين كنا اقوياء بالرب واين سمحنا للشرير بالدخوال الى حياتنا وتخريبها واين كنا اداة في يده يستعملها ليدك بها مداميك حياتنا واولادنا ويجعلنا دمية بين يديه مستعبدين بالشهوة وبالنزوات ظانين ان ما نراه حقيقة سنعيشها مدى الحياة ليتضح لنا فيما بعد انها اوهام عشناها ولكنها كلفتنا ثمنا باهظا دفعناه من كرامتنا ومن حياتنا ومن حياة واستقرار اولادنا وربما ندم البعض منا حين صحوة وربما لم يفق بعد وسيبقى هكذا ما دام قلبه مغلق امام يسوع المسيح المحب الغافر
رغم الصعاب هناك حكمة في كل شيء لا يظنن احدا ان الامور تحدث هكذا في حياتنا بالصدفة لا ربما الامور الخيرة تحدث لانها من اعمال الله ولكن الامور السيئة لا دخل لله فيها وحتى لا دخل للشرير بها اذ ان الاخير يكتفي بالوسوسة لنا ولكن من يقوم بالاعمال هو نحن من يجرم بحق نفسه وبحق غيره هو الانسان من يلحق بالشرير هو الانسان لانه يريد كل شيء سهل في هذه الحياة يريد ان يتنعم بكل شيء لا يريد محرمات ابدا وكل ماحرم عليه شيئا ازداد اصرارا على الحصول عليه لهذا كثرت المشاكل في عائلاتنا ودمرت العائلات وتشرد الاولاد وعانوا لان اليوم لم يعد موجود في قاموس الاباء والامهات كلمة تضحية اعتبروها سقوطا لمن لا حول ولا قوة له عيروا بها اصحابها لذا وقعوا في الفخ
من خبرة الحياة تعلمت ان لا انام مغمضة العينين بل يجب ان انام واحدي عيناي مفتوحتين لارى وانا نائمة ما يدور حولي لان الشر لا يعمل في النهار بل يستغل فاعليه عتم الليل ليقوموا به وبهذا تؤخذ غدرا ولا تدري
من خبرة الحياة ايضا تعلمت بان لا اثق الا في نفسي فقط وان الثقة الغير محدودة للاخر تعرضك للخيانة
تعلمت ايضا ان لا اجامل على حساب نفسي وان اعطي على قدر ما آخد لان هناك صنف من البشر يأخذ ولا يعطي بالعكس عندما تسنح له الظروف يكون اول من يطعن في عطائك
تعلمت ايضا ان احب نفسي لانني اكتشفت ان من يحب الآخرين ويترك نفسه تؤخذ منه حقوقه كلها لانهم يعتبرونه ساذجا
تعلمت من الحياة ان لا مكان عند بعض الناس للوفاء وان الخيانة عند بعضهم هو الخبز اليومي الذي يطلبونه في صلواتهم عندما يقولون خبزنا الجوهري اعطنا اليوم واترك لنا ما علينا كما لن نترك نحن لمن له علينا اي اننا لن نعطي اي صاحب حق حقه وبهذا قلبوا الابانا وفصلوها على مقاسهم وللاسف هذا حال الكثيرين منا
علمتني الحياة ان المال ليس له قيمة وان البيت ليس بجمال بنيانه بل بساكنيه
علمتني الحياة ان جدران البيت باردة وارضه رمليه اذا لم يكن به من يدفئوه
وان اهم ما في الحياة هي العائلة ومن اجلها يهون كل شيء
علمتني الحياة ثقل المسؤولية على من لا يبالي بها وخفتها على من يؤمن بها
وايضا علمتني ان لكل طريق نهاية وفي آخر كل منها هناك محطة ندفع فيها ثمن كل شيء اقترفناه
وبهذا نرى ان الحياة مدرسة دائمة التجدد ولا مكان فيها للكسالى ربما رسبت يوما بسبب ثقتك اللامحدودة وبسبب محبتك اللامتناهية وبسبب عطائك بلا حدود ولكن قف وتعلم والق نظرة دائما للوراء لا لترى من خلفك بل لترى اعمالك وثمرتها فهل اعطت اعمالك الثمرة التي ترجو؟ اذا لا قف وغير مسار حياتك ولا مانع ان تقلبها رأسا على عقب ان رأيت فيها خللا ما

No comments:

Post a Comment