Translate

Sunday 20 November 2011

من سخريات الزمان

تجارب الحياة كتير كبيرة واكبر غلط انو الضعيف يتسلح بالامل لانو ما راح يلاقيه
الامل اليوم ملك للقوي لانو عندو بيستحيل هالامل لواقع مفروض عالجميع
اليوم القوي هوي السيد والضعيف هوي العبد
بمعنى انو اليوم ماراح تلاقي انسان يعطيك اي حق لو كنت مستحقو لانك لا تملك دفع تمنه بينما القوي بيقدر يشتري كل شي
وبيفرض جلوسه في صدر الصالونات اللي مش مخصصة حتى لامثالو بس لانو قوي وبيملك المكونات اللي بتخليه يفرض ارادتو
كل الصالونات مفتوحة الو ومن بعدو بيجلسو اصحابها
القوي بيغلط اليوم وكل الناس بتصفقلو وبتحنيلو راسها آحتراما ولا يجرؤ احد على القول له انه غلطان
القوي اليوم يسرق يزني يلبس كل يوم دين ويتمنطق به ولا احد يسأله ولا احد يحاسبه بل الجميع متفقون على التصفيق له
وان تواجدت معه في اي مكان فانت ستكون ممسحة الارجل على ابواب الصالونات وهو مقعد الشرف فيها
ان اشتكيت لاموك وان صرخت منعوك وان قلت آخ فانت انسان كافر وان بكيت قالوا لك الله يخليك هالاسطوانة المشروخة ما عاد بدنا نسمعها لانو برأين انت ما الك حق تبكي من غدر ولا الك حق تشكي من خيانة ولا المفروض فيك تسأل او تعترض على قرارات الكبار
وحتى الرعاة ما الك بمجالسهم ولا الك اعتبار عندن ادا تقدمت بشكوى للراعي رغم كل استحقاقاتها واستوفائها للشروط القانونية
وضعوها في الادراج واسكتوك قائلين لك لقد سوى خصمك موضوعه وانتهى الامر وان سألت كيف قالوا ليس من حقك ان تسأل كل ما عليك معرفته هو
اذا اتتك ضيقة فاحتملها على انها نعمة ولا تسأل لماذا ولا تبحث عمن سببها بل اقتبلها . وان تعرضت لغدر او خيانة فاستسلم وادر الخد الايسر، لانك بذلك تكنز لك كنوز في السماء.وان سلبت منك حياتك وحقوقك ودفع بك الى الشارع عريانا جائعا فلا تعترض لان هذا الزمان ليس زمانك بل هو زمان الزناة والسارقين والغدارين والاقوياء. في هذا الزمان لا مكان لك ايها الضعيف اقتبل كل شيء واقفل فمك ولا ترفع رأسك لانك ستهان سيعيروك بالشرف ويذلوك ، وستلمس لمس اليد وترى بام العين ان مكانك على الباب الخارجي للصالونات وانك برتبة ممسحة للارجل في هذ الزمان . وان قدر لك او سمح لك بان تنظر الى الداخل ستكلل عينيك برؤية ارباب هذا الزمن وهم يكرمون من استباح حياتك ومن رمى بك الى الشارع ومن نكر عليك ابسط حقوقك ومن كان السبب في تشردك ومن منع عنك لقمة العيش. سترى المرأة الزانية اليوم وهي تقهقه عليك بينها وبين نفسها وامام الجميع مفتخرة بصنائعها ، متلقية الاعجاب من كل من حولها ممطرينها بكل الوان المديح والاكبار . ستراها متربعة على عرش انت صنعته واقصيت عنه بكل قسوة ، ستجلس هي عليه ويبارك لها من رماك عنه خارجا معتبرا ان انجازاتها لا تقدر بثمن وبأن هذه المرأة هي السند وهي من تستحق التكريم وستوضع على اكتافه نجوما براقة يعمى نظر من يجرؤ على التطاول على فضائلها ، مفروضة على الجميع وعليهم غصبا عنهم احترامها وتقديم الاجلال لها ، وسترى الرجل الذي في مجلس الاشرار جلس ومن كاسهم شرب ومن خبزهم اكل ، الرجل الذي تنكر لدينه يوما وامتطى دينا آخر وركبه لانه في تلك الفترة كان يحقق له مبتغاه ، وبعد ان انتهى منه رجع الى دينه معززا مكرما دون ان يجرؤ احد على القول له اية كلمة ،بل استقبله الرعاة كالابن الضال مع فرق بسيط ان الابن الضال الذي نقرأ سيرته بالانجيل ويعطى لنا مثلا يقتدى به ، وتفرح الكنيسه” برجوعه ، تغير اليوم في هذا الزمان فاصبح الابن الضال اليوم انسانا بطلا يسخر الدين لغاياته ولن يجد من ينهره او من يقول له انت فعلت السوء انت فعلت جريمة او. او. او. او.
بالعكس تفتح له ابواب الصالونات ويستقبله بها رأس الهرم وتخضع له باقية الحاشية معددة” مزاياه
ساخرين منك بل ربما اكثر ينعتونك بانك السبب فيما انت فيه وكان عليك ان تتخذ مثلا لك هذه المرأة اللعوب كي تستفيد من خبراتها وكي تعرف من اين تؤكل الكتف لانك ببساطتك هذه وبنقاء قلبك وبمضيك في الفضيلة تقترف جرما شنيعا بحق نفسك
تقف مشدوها من هول ما ترى ولكنك لا تملك الا التسليم بالامر الواقع وتعترف انهم ما كانوا يوما على باطل بل ستصفق لهم اعجابا وتقول بينك وبين نفسك براڤو لقد عرفوا كيف يعيشوا وعرفوا كيف يسخرون الجميع في خدمتهم ونالوا الاحترام وفي مجالسهم لن تكون اكثر من ممسحة يبصقون عليك بعد مسح ارجلهم بك ويهزأون منك برميك في الزبالة كل هذا لان هذا الزمان ليس زمانك
بينك وبين نفسك ستجلس مطولا وتحاسب نفسك وتضع حياتك امامك وستنظر بحزن شديد لان الفضيلة اوصلتك الى ما انت عليه وتمسكك بالشرف اوصلك الى الرمي بك في حاويات الزبالة وسترى ان وفاءك اوقعك في مذلة ، وان شيمة المحترم اليوم ان يكون زانيا وسارقا وظالما ،. وانك حشرة تسحق بارجلهم . تتساءل هل على الرغم مما الاقي واهان قد سلكت الطريق الصح . وهل انا ايضا افعل الصح عندما اعلم اولادي هذه الفضائل ام انني ارمي بهم الى تحت الارجل ليسحقوا كما سحقت ، هل اجني عليهم بتعليمهم الفضائل ام احصنهم ؟ وكيف ساجد الجواب ان سألني ابني او ابنتي يوما عندما اقول لهم احفظوا قلوبكم طاهرة نقية ولا تتركوا بها مكانا للغدر ولا للغش ولا للخيانة ولا للسرقة ولا للزنى ولا لكل اعمال الشر . ويكون مصيرهم كمصيرى ممسحة للارجل ؟
للاسف كل ما ورد بها مقطوف من بستان التجارب في هذه الحياة وللاسف اصبح قانونا لدى البعض وتناسى البعض الآخر القيم والفضائل التي تربينا عليها فبتنا معاقين من الداخل وممسوخين من الخارج ، ليس لدينا اي تجانس ولا اندماج، جل ما في الامر اننا روبوات تمشي تأكل وتشرب مما يوضع لها، لا تفكر الا باللهو
حدث ويحدث كل يوم

No comments:

Post a Comment