Translate

Saturday 19 November 2011

لماذا يقترن الوفاء بالفقر والخيانة بالمال


Quantcast
ماذا يقترن الوفاء بالفقر والخيانة بالمال؟ لماذا تكون وفيا” ومحبا” وحنونا” وانت فقير . وخائن وغادر وجاحد عندما يتوفر المال لديك؟ اسئلة طرحتها على من فعلت به الايام فعلها فتنكر لكل ما هو جميل وناصع فسخر من الوفاء وعشق الخيانة حتى صح به هذا القول الشائع
الوفاء عملة نادرة و القلوب هي المصارف و قليلة هي المصارف التي تتعامل بهذا النوع من العملات فرمقني بنظرة استخفاف واستهزاء
واجابني :
الحياة بها طريقان نمر بهما وطريقتان نعيشهما فإما ان تبلغي ما تريدين بهما او تتخلي عن كل شيئ معهما
الطريق الأول : وهو الذي اخترته آنا واعيشه , هو الطريق الذي يشتهيه الكثيرون ويلتحقون في ركابه . هو الطريق السهل الواسع الذي لا نهاية للملذات به ولا نهاية للأنور البراقة التي تضيئ لياليه ،
هذا الطريق المعبد بالرخام ، المزين بالأنوار الجميلة، الذي يحتوي على الملذات والشهوات والرغبات المجانية، هذا الطريق انواره لا تنطفئ لا ليلا” ولا نهارا”، هذا الطريق يعج بالحياة بالصاخبة ، مليئ بالحركة ،باختصار هذا طريق من يحب العيش ويكره النوم ،
هذا طريق ليله نهار انهاره ليل ، هذا طريق انقلبت فيه الحياة وصيغت كما نشتهي وفُصِّلت على مقاساتنا الدنيوية المحبة للهو والمرح والحياة البراقة
اما الطريق الثاني الذي تعيشينه فهو كئيب نسبةً لطريقي، طريقك صعب فيه الكثير من الحفر والمطبات يلزمك ارادة قوية وصبر طويل وايمان قوي كي تعبريه وكل هذا يتطلب الكثير من الوقت وانا لا يوجد لدي متسع منه فالحياة قصيرة جدا” والوقت لا ينتظر احدا” بل يمر بسرعة وعلينا اللحاق به واللهاث خلفه كي لا يتركنا ويسبقنا ويسرق منا ملذات هذه الدنيا
طريقك فيه تعب كثير ،فيه جهد، فيه سهر، طريقك الحياة فيه رتيبة الليل ليل والنهار نهار، سهارى ليلكم يقضونه بالدعاء والرجاء بحياة جميلة ربما لن يبلغوها فلماذا؟ على الأقل في طريقي اكون قد عشت اياما” وليالي كالأحلام أتريدين أن أرمي كلل هذا وراء ظهري في سبيل زرعٍ ربما لن ابلغ قطافه؟ فأنت ماذا تفعلين ؟ تقضين حياتك في تعب وسلوك هذه الطريق الوعرة تكافحين لسلوكها وللعبور منها الى ما تريدين، سيمضي العمر وانت تجاهدين لتصلي الى حصاد ما زرعت أأنت اكيدة بانه سيكون لديك الوقت الكافي لتتمتعي بما تحصدين؟
ألم يخطر ببالك أنك ربما لن تحصدي او ربما ستحصدين النذر اليسير وبعدها تموتين وتكوني بذلك قد قضيت عمرا” صعبا” متعبا” تشقين فيه تزرعين وتنتظرين الحصاد؟ فلربما اسلمت الروح قبل ان تبلغيه .
وما ادراك ماذا بعد , هل تضمنين ما بعد الممات ان تذهبي الى الجنة؟ فأنت حتماً لا تضمنين الجنة وأنا ايضا” لست مقتنعا” بجهنم وبأني سأكون من روادها فلنعش هنا اذن ونقطف ما يحلو لنا ونعيش ملذاتنا غير عابئين بما سيحصل .. نظرت إليه فلم أعرفه ! شككت بنفسي وبذاكرتي هل هذا الشحص هو ذاته الذي اخترت العيش معه في بداية حياتي؟
الهذا الحد يتغير الإنسان الغير مؤمن؟ اهكذا يفعل الشيطان بأتباعه فيحولهم إلى عبيد للملذات والشهوات والخطايا فيرونها تمجيدا” لهم الأعمالهم ومكافأة’ يحصلون عليها؟
إلهي مهما قست الأيام التي اعيشها على هذه الأرض الفانية , ومهما كان طريقي وعرا” الذي سأمشيه كي أصل في نهايته إلى حضنك واتنعم برحمتك اللامتناهية
مها قست علي الحياة وتدافعتني الهموم ولطمت وجهي رياح الشر ومهما زين لي الشيطان الأرض براقة ناعمة جميلة شهية
فلن استبدل طريقي الذي يوصلني إليك يا إلهي .
فأنت الطريق والحق والحياة ومن آمن بك لن يموت فالموت بنظرهم هو موت الجسد فقط ولا يدرون أن هناك موت الروح وهو الاصعب والاهم لديك يا ألله فالجسد نتن وُجد من زرعٍ نتن وأما الروح فهي من زرعٍ خيِّر وجيد ومحب ، من زرع رب الأكون اوجدها فينا لنحافظ عليها وونرويها بحب ونحوطها بالحنان والمحبة
استودعها لدينا امانة يستردها ساعة يحين الوقت فتمثل امامه ليحاسبها على ما فعلت . فهو لن يستحضر الجسد النتن الذي من التراب وإلى التراب يعود

No comments:

Post a Comment