Translate

Saturday 19 November 2011

الابوة في يومنا هذا

الابوة فعل الابوة مسؤولية الابوة عطاء وتضحية الابوة مساندة وقت الضيق الابوة مدعاة فخر لاولادك كنز تورثه لهم بتكديسك في جنباته فضائلك التي سيفتخرون بها لاحقا'' فحافظ عليها بدمك وحاوطها برموش عيونك واحرسها بحياتك
كثيرون اليوم يفهمون الابوة خطأ فهم يعتقدون انهم بمجرد انهم آباء بيولوجيون لاطفالهم فهذا كافٍ فهم يحملون نفس فصيلة الدم ونفس الموروثات الجينية ويحملون بكل فخر اسم العائلة التي تدل على من هو الاب
هذا ما هو سائد اليوم في عالمنا للاسف فالمغريات الكثيرة التي تعمي عيون الآباء كثيرة وكلها بنظره اهم من ابوته لانه حقق ما يصبو اليه الا وهوه انه اصبح اب يا لفرحي العميق بهم
فنرى الاب يتنصل من كل مسؤولياته تجاه اولاده ويرتبط بهم فقط بمبلغ من المال يرسله لهم في آخر كل شهر كمصروف او معايدة في عيد ميلاد او هدية نجاح لا فضل له فيه فيقحم نفسه مهنئا'' مبذرا'' الاموال امام من تعب وتمنى لحظة من وقته يخصصه له فاتاه الجواب واتته امنيته مدفونة في ورق هدية كل ما عليه ان يستلمها ويصرفها كيفما يشاء ويخزن في نفسه آهات وامان لم تتحقق
هؤولاء الآباء يعتقدون ان الاولاد بحاجة فقط الى المال الذي يؤمن لهم حجة غياب عنهم يلجأون اليها عند حشرهم في زاوية السؤال المُلِح اين كنتم ؟
يشتكي اليوم الكثير من الآباء من ان اولادهم لم يفتكروهم في اعياد مولدهم او في المناسبات فهم يرونهم يتبادلون المعايدة مع اتراب لهم بعيدي القرابة عنهم ولا يعرفون انهم بذلك يصرخون من قلوبهم صرخة عالية مدوية احتجاجا'' فهم لا يجيدون توزيع الاموال تعويضا'' ولا يريدونها بل يريدون من هو اهم واثمن يريدون ابا'' حنونا'' صادقا'' مهتم غيور محب ولا يجدونه الا في اوراق خضراء تصرف لهم آخر كل شهر تحمل في جنباتها سما'' رعافا'' لن يعرف اساءته الا من تجرعه وذاق طعمه
هنا نحن لا نعطي كل الحق للاولاد فلآبائهم حقوقا'' عليهم ولكن؟ كما نزرع نحصد فان زرعنا قمحا'' حتما'' سنحصد قمحا'' واذا زرعنا حشيشا'' سنزرع ضياع
من هنا كانت اهمية ما نعطي لاولادنا فمن ربط ابوته بابنائه بمبلغ شهري يصرف لهم من احد البنوك الصامتة الجامدة الخالية من كل عطف حتما'' سيحصد جفاء'' وجحودا'' فعندما تكون ابا'' وتنسى ان لك اولادا'' وتغيب عنهم بالسنين الا تأتي لتراهم او لتعايدهم ولترسم فرحة في لياليه الظلمة فلن تجد هذه البسمة ابدا'' في لياليك المظلمة ساعة تحتاج وجودهم الى جانبك فأنت عندما كنت قويا'' ابعدتهم عنك وتلهيت عنهم بملذاتك وتفضيلك نفسك عليهم وفضلت قضاء الاوقات الجميلة مع رفقاء سوء تحذر اولادك منهم وانت لم تنأى بنفسك عنهم كرمى لعيون من احبوك ومن سلمت امر العناية بهم في هذه الدنيا فمن ينسى اولاده ويهملهم حتما'' سيلقى نفس المعاملة في شيخوخته ساعة'' لن ينفع فيها شباب مضى ولا حسرة'' على ايام كنت فيها غائبا'' لاهيا'' عابثا'' متخليا'' عن واجباتك مهملا'' اياهم مسلما'' زمام امرهم الى أحد غيرك ظنا'' منك انه يستطيع ان يقوم بالدورين معا'' وانه سيستطيع الابقاء على وجودك وانت غائبا'' متناسيا'' قدرته ومقدراته عائدا'' في آخر المطاف لائما'' له على عدم حفظه لمقعدك شاغرا'' براقا'' وملقيا'' كل اللوم عليه بانه هو من تسبب بذلك فلو كان صاحب رؤية اكبر من ذلك لاستطاع ان يملأ غيابك فمن اجدر منك بالقاء المسؤولية على غيره؟
فايها الاب عندما تفوت على نفسك وتحرم ابنك او ابنتك من مشاركتك لهم فرحة التخرج من الجامعة او من المدرسة وتتناسى بينك وبين نفسك انها مناسبة لن تتكرر مرتين في الحياة ولن تستطيع تأمينها دليڤري عند الطلب
فهي تمر مرة كالنسمة دون ان تشعر بها اذا لم تكن مهيِّئا'' نفسك منذ ولادتهم وتعيش على امل ان ينعم عليك ألله برؤية هذا النهار لانه في هذه الساعة عليك ان تؤدي صلاة الشكر الى ألله الذي انعم عليك بهؤولاء الاولاد الذي من خلالهم يعطيك رب السماوات نعمة الفرح والعطاء وانت بكل جحود لنعمه تتخلى عنها لتتبع شهوة'' تدوم ثواني وتتخلى عن فرحة العمر التي طال انتظارها والتي ان نظرت حولك جيدا' ترى ان كثيرين حرموا من نعمتها واعطيت لك
وانت في هذا النهار ستكون القدوة والمثل لمن منذ الصغر اتخذوك حلما'' سعوا الى تحقيقه حبا'' بك ومن اجلك وانت في هذا اليوم تنكر عليهم فرحتهم وتبادلهم الجميل بغيابك عنهم فأي الآباء انت؟
وبأي حق تعتب عليهم ان لم يذكروك؟ فأنت قد كسرت حلمهم وحلمك لاجل مجد باطل سعيت اليه دون تفكير ودون ان تحسب لشيئ حسابا'' فأضعت كل شيئ عليك وعليهم
فا'ذا انكسر هذا المثال والقدوة في عيونهم ثق انه لن تنفعك ملايينك في استعادتهم ولن تنفع توسلاتك في استرضائهم لان لا شيئ يضاهي خسارة الاب لاولاده او خسارة احترامهم لك ولن يعوضك شيئ مما جنيت في دنياك فما نفع ان تربح العالم كله وتخسر نفسك واولادك
كلمة حق اقولها لكل اب وام القوا ملذات الدنيا في آتون النار الملتهب واقضوا على شهواتكم في اقتناء الفاني من هذا العالم والتفتوا الى ما اعطيتم لانكم عنهم ستسألون لا عن كم جنيتم من اموال
ستسألون عن خطاياكم اتجاههم وعن تجاهلكم لهم ولحاجاتهم وعن رميهم في سعير جهنم ملتهب لا يفرق

No comments:

Post a Comment