Translate

Thursday 6 October 2011

اريد ان ارتـاح

اريد ان ارتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاح
صوت علا بين جدران الغرفة للوهلة الاولى لن تصدق ان مطلقة هذه الصرخة كانت من اسعد الناس الى ان دخل الشر بيتها وهدمه وشردها مع اولادها حتى بات العذاب ولآلم اليفيها لا يكاد يمر نهار من دونهما وكلما ما تتالت الايام كلما زاد المها وكلما طلعت شمس نهار جلبت اليها بدل دفئها برودة في الايام والليالي تراها وتلمس انها ليست ههنا.نظراتها شاردة تائهة، عيونها غائرة في وجه نقشت عليه عذاب السنين آثارها وتركت ندوبها عليه، ندوب ظاهرة لكل صاحب قلب رحيم لأن القسآة لا يرونه، فالطيبون يلمسونه بشغاف قلوبهم اما القساة فلن يطالوا شرف رؤية هذه الآثار، الطيبون يحسون بآلامها ويسألونها دائما عن حالها، وماذا جرى لتلك الضحكة الرنانة التي شتهرت بها، وماذا حل بذلك القلب الطيب؟ لما سكنه هذا الالم الفظيع؟ يسألونها ماذا فعلت في دنياك؟ لماذا تستحقين هذا العذاب بينما ينعم فاعله بالهناء؟ كانت في البدء تجيب لا ادري ما هي خطيئتي ولما اجزى انا بعمل قام به هو؟ اجوبة كثيرة واسئلة اكثر كانت ترد على لسانها ولكنها لمم تكن مقتنعة ولا مقنعة ، اتعبها هذا الشعور كثيرا واتعسها وترك قلبها في ظلام. لانها كلما تذكرت ما حل بها ومن فعل بها هذا كانت تدعي عليه من قلب جريح، ومن نفس مقهورة قمع هذا لم تكن تشعر بالاكتفاء او الراحة، مرت ايام وشهور عليها على هذا الحال واشتدت عليها التجارب اكثر من قبل واحتارت في امرها ماذا يحصل معي؟ لم تتجدد آلامي كل يوم؟ ولم حالي من سيء الى اسوأ؟ مع انها كانت تصلي ولكن صلاتها كانت من شفاهها، ولم تكن من قلبها،فتشت في الكتب عن راحة ، قرأت للكثيرين ممن مروا بحالتها وتجاربها، ولكنها لم تستفد شيئا ، حتى كان نهار فتشت فيه برغبة شديدة للمعرفة ورغبة اكبر لايجاد الجواب والحل والرضى والقناعة، فقادتها ابحاثها الى صفحة منتديات كنسية، سجلت بها وشاركت معهم ولكن بقلب مظلم عندما تقرأ مشاركاتها في بادئ الامر تراها سطحية وتراها مفعمة بالحقد على كل شيء، تكره السعادة وتعتبرها وهم، تكره الحب وتعتبره فخ، تكره المحبة وتعتبرها ضعف، استمرت وقتا على هذا الحال، فأخذت تتعمق اكثر في قراأتها وخاصة المواضيع الروحية منها ولم يكد يمر وقت قليل عليها حتى شعرت بالارتياح وتغيرت صلاتها واصبحت اكثر عمقا ولمست يد الرب قلبها ولامس حبه روحها وصلت ولاول مرة صلاة عميقة شعرت معها بأن كل الصعاب التي تمر بها انما هي لا شيء فغيرها يعاني اكثر منها بكثير ويحمل صليبه بفرح ولا يئن تحت حمله ، تخطت مأساتها بنجاح وحصدت معها آلايمان وتعلمت منها الصبر، وتتالت الايام ولا تزال التجارب تلاحقها كل يوم يحمل معه تجربة وكل تجربة اصعب من الاولى ولكنها اليوم لم تعد تئن كثيرا لا يخفى الامر على احد انها ببداية كل تجربة ينتابها القلق وتحس بالضعف وتكاد تهوي تحتها ولكنها بايمانها تلملم جراحها وتنظفها وتنقيها من قلة الايمان وتملأها املا ، فعندما تشتد عليها التجربة ويأخذ قلبها بالخفقان ويبدأ احساسها بأنها لا محالة ستفعل شيئا بنفسها شيئا خطيرا تركض الى اقرب كنيسة لا يهمها في اية ساعة فهي تذهب احيانا في الليل غير آبهة بالمخاطر فهي ذاهبة اليه، الى بيته، الى مسكنه الدائم ، تطلب منه المساعدة في ضعفها فهل ستأبه لذئاب الطريق ، او هل سيجرؤ اي ذئب على الاقتراب منها وهي مهرولة اليه تناديه طوال الطريق بدموعها ليعينها، تصل الى امام باب مسكنه المقفل ليلا لا يهمها ةجلس امامه لايهمها برد او حر فهي في حضرته دافئة مطمئنة ، تبكي بحرارة وبدموع غزيرة ةناديه كي يرحمها، يضل قلبها في خفقان تسمع خفقانه على بعد امتار منها تعرف ان في داخل هذه المرأة يدور صراع رهيب صراع قوي بين ارادة الخير وارادة الشر، وما اسهل ان تختار الشر لانه يريحها ويطفئ نارها ولكن الى متى، وما هي نتيجته؟ وبعد ساعات من الصراع والصلاة تهدأ روحها ويهدأ قلبها وتطمئن الى انها ليست وحدها وان يد الرب معها وانها قادرة على مجابهة تجارب الشر كلها، فتشعر بالأمان والسلام يملآنها فتهدأ نفسها وتقفل راجعة الى بيتها ويكون الفجر قد لاح
وما اراحها وساعدها قول القديس مار إسحق
متى أحسست في
نفسك بتغيير تجارب قوية مختلفة فاعلم أن نفسك على الحقيقة قد قبلت في تلك
أوقات منـزلة أخرى عالية قبولاً خفيفاً وقد زادت فيها النعمة في الحال على
الرتبة التي كانت قائمة فيها . لأن اللـه بحسب عظم الموهبة يُدخل النفس إلى
ضنك التجارب .
وهذا درس يجب تطبيقه في حياتنا بان كل ما اشتدت علينا التجارب ان نحتملها لا ان نهرب منها ونتأفف لاننا ساعتها سنشعر بالسلام وسنحتملها بفرح
يا رب اعن ضعفي وقلة ايماني جملة يجب ان لا تفارق قلوبنا

No comments:

Post a Comment