Translate

Thursday 4 July 2013

والعدل في الارض يحزن قلب الرب

قالوا لي لم  تعودي كما انت. لم تعد صفحات الانترنيت تضج بكتاباتك، كنت تملأين الصفحات تغريدا وتعليقا، لم هذا الاقلال من الكتابة؟ هل مرد ذلك الى خلاف مع احد؟ هل مرد ذلك انك لم تعودي تحبين الكتابة ؟ هل كنت تكتبين لشخص وكنت تريدينه ان يقرأ ما تودين قوله والآن اضبحت على صلح معه و كتمت اسرارك داخل نفسك؟ هل تاب من رددتِ عليه سر التوبة ومفاعيله واوان حصوله ونبهته الى عدم جدواه بعد الممات فسمع الجواب واصبحت فرحة بانجاز لا يعد لك بل الى رب العالمين بواسطتك؟
كل هذه اسئلة سئلتها وسألت نفسي انا احيانا بمثلها ولكن الجواب فاجأني كما سيفاجئ من يقرؤه وكان يعرفني ويعرف كتاباتي كم كانت قاسية ولكن قساوتها لم تعط لأحد ان يتعظ مما جرى، ولا رجع من قرأها عن غيه ، ولا تاب من دعي الى التوبة ، ولا آمن  من فقد ايمانه بلحظة نزوة.ولا ندم من انكر مسيحه في سبيل امرأة ، لا اقول هذا ادانة لأحد فكلنا بشر وكلنا خطاؤون، ولكن الفرق بيننا ان من عرف خطأه وندم عنه واستغفر من اجل غفران خطاياه وطلب المعونة انسان ومن بقي على غيه وغاص في وحوله اكثر فأكثر وغرق في حبه لنفسه ونزواته انسان آخر
ما اريد قوله يتلخص في عدة اسباب دعتني الى عدم الكتابة ، من اولها اني فقدت الامل في الكثيرين وفقدت الثقة ايضا بهم، فقدت الامل في ان اجد قراء، فقدت الامل في ايجاد متلقين، فقدت الامل في ايجاد اناس تبحث عن تجارب الآخرين لتتعظ، فالكل اليوم يحب الدنيا ويجد لها الف سبب وسبب لعشقها، لا ادعو حب الدنيا غلطا او مرضا يجب ان نهرب منه، ولكن حب الدنيا هذه الايام اصبح شعاره انسان الكرامة والعفة والايمان والصلاه والداعي الى اتقاء الله في كل شيء والتفكير بالآخر قبل النفس هو انسان اهبل ومعتوه وجب علينا تجنبه ولكلامي هذا تجارب كثيرة لا حد لها ليس اقلها نكران الله وليس اكثرها تغيير المذاهب والزواج من اخريات وهم يظنون بأنهم ماخالفوالرب بل فعلوا ما يريح نفوسهم لأنهم بظنهم معذبين، مجتمعنا اليوم اصبح يعبد المال ومن معه مال يتحكم في خلق الله ولو كان هؤلاء اولاده ومن دمه ولحمه، يظنون ان المال يحل مكانهم في كل واجب عليهم ان يفعلوه،
كل هذا جعل قلمي حزينا وجعل نفسي حزينة ايضا فأين الوفاء وأين القريب الذي يجب ان احبه كنفسي، هذا القريب الذي طعنني مرارا ومرارا وفي كل مرة اذوق الهوان كي اتخلص من اثار الصفح عنه، عانيت وما زلت اعاني واظن  أنني سأبقى كذلك الي آخر العمر لأن ما ألم بي من صفح عن انسان لم يستحق ذلك اصابني بعدة اشياء مؤذية وكلما داويت شيئا برز شئ آخر اشد خطورة من الاول، الا ان وجدت نفسي في المستشفى  اعاني من نزيف نتج عن دواء وُصِف لحالة اصابتني من جراء صفحي ، وما بعد النزيف ليس كقبله، فلم تعد لدي القوة على القيام بأبسط الأشياء فأصبحت اتعب من التحرك ولو قليلا، الهث كمن تسلق الجبال، وأنا في وسط طريق فُرِضَ علىي المشي به ليس بالقسوة بل من جراء حب لشخص ان طلب عيوني وقلبي ودمي كله وحياتي واعطيهم له باسمة، هذا الطريق الطويييييييييل القاسي امشيه وحدي ومن يفترض به ان يساندني ولو قليلا تسبب لي باشد انواع العذاب والمرارة سدَّ في وجهي طرق الابتسامة ، وبنى فوق جثتي وانا حية جبال من الهموم فلو اجتمعت مياه الارض كلها لما غسلتها ولما استطاعت ان تزيل ذرة مما تراكم فوقها،
نظرت حولي في هذه الضيقة فوجدت الى جانبي اصدقاء تعرفت اليهم من جديد فكانوا من اوفى الاوفياء، ووجدت في اهلي واخوتي المتنفس الوحيد المضيء والداعي الى الامل والايمان بالمستقبل، نظرت ولديَّ فرأيت الحيرة في عيونهم والخوف يكحِّل محياهم والقلق من الغد الذي لن اكون فيه اظنى عيونهم ، والدمع امسى رفيقهم والحزن غدا انيسهم، كل هذا اخافني ولكن في داخلي سلام لم اعرفه في حياتي قط ، سلام مريح باسم ادهش الممرضات وأنا على سرير المستشفى كان يفترض أن اشعر بعدة عوارض ترافق من هم بمثل حالتي ولكن السلام الساكن في لم يدعني اشعر بشيء وبقيت مبتسمة شاكرة وسبحت الله وشكرته وصليت من كل قلبي للانسان الذي تبرع بدمه لينقذ حياتي وطلبت له من الله الصحة والعافية وشكرته من كل قلبي في نفسي لأنني لا اعرفه ، في خضم هذا ادركت أن الله معي ولم يتركني ولا لحظة وأن روحه القدوس كان بجانبي يضئ عتم ليلي ويضمد جراحي التي نزفت من حقد ذلك الشخص، ويقوي عزيمتي لكي اكافح واصبر ، الله الحي والنبع النقي الذي يسقينا عذوبة وحلاوة، الله الذي حمل آلامي وصاغها لكي تنبت لي حلما مشرقا، هو وحده من ارجو ان ارضيه، وأن اطلب معونته ، وأن ارتمي على قدميه كالمجدلية غاسلة بدموعي قدميه طالبة الرحمة والمغفرة لكل البشر ، وراجية ان اتوصل يوما الى الصفح الحقيقي عن اكثر شخصين آذوني في حياتي ولا اكذب بقولي انني لحد اليوم لم اتوصل الى ذلك وليس لهم بقلبي ذرة من الشفقة، بل بالعكس الكره الوحيد في حياتي هو لهما واتمنى من كل قلبي ان يتذوقا من نفس الكأس وأن ينعم علي الرب أن اصعح عنهما يوما قبل أن اغادر هذه الدنيا، ولكن ما يفرحني أن كرههما لا يوجعني ولا يقلقني

No comments:

Post a Comment