Translate

Monday 16 December 2013

الهروب



الهروب تراه في كل مكان، فمنهم من يهرب من ازمة سياسية ومنهم من يهرب من اخرى اخلاقية، واخر يهرب من ذكريات ويليه اخر يهرب من افعاله، الشيء المشترك بين كل هؤلاء هو الهروب الى الامام وكأنهم يصارعون انفسهم لنسيان ما جرى
العالم اليوم في صراع مخيف لأن قلوب البشر هجرها المسيح من كثرة الآثام
انعدم الايمان والامان واصبح الانسان خائف مرعوب يركض نهو المجهول ويتمنى دقيقة نسيان ، فمنهم من يريد ان ينسى حبيبا فارق الحياة ويشتاق الى وجهه وهذا  اكثرهم حزنا وحزنه لا يحتمل لذا تراه يهرب من الواقع الاليم الى دنيا ثانية يرسمها في مخيلته تريحه من التفكير المؤلم وتؤنس وحدة لياليه المظلمة، هذا انسان محزون  ووحيد الا من افكار تراوده يبحث فيها عمن ضاع وفُقد وسط هذه الحياة الرهيبة ، آلامه لا تحتمل ولا يجد سبيلا الى الخلاص منها مهما قلت له او اشرت اليه بأن يفعل وهو مستعد ليجرب كل الادوية ولا ينجح ولكن هناك دواءوحيد لم يجربه  الا وهو الايمان بشدة بربنا يسوG المسيح كي يتخطى التجربة ويجد الراحة والسلام  ولكن ذلك يتطلب جهادا قويا ومساندة قوية وايمان اقوى وشجاعة
وآخر يهرب من افعاله الشنيعة الى الامام فتراه دائم الركض لا يلوي على شيء ولا يرى سلاما ولا يشعر براحة لأن افعاله الآثمة تؤرق  عينيه وتبقيه ساهرا باحثا عن وجه ودود او صديق قديم يتودد اليه ويترجى نظرة منه ولكنه يجهل بأنه اساء الى كل الاصدقاء والاحباب ولم يُبق على صلة ولا احترم مشاعر احد ولا صان عهدا فكيف يجرؤ اليومم على التودد الى من كانوا اصدقا ومحبين ومسامحين فاليوم هم عاجزون عن المسامحة لأن جراحه اثخنت اجسادهم وعقولهم و ادمت الحسرة قلوب الاصدقاء القدامى .اقول القدامى لأنهم اصبحوا من الماضي ليس بالنسبة اليه بل العكس هو اصبح من الماضي الذي يكرهون ، من الماضي الدامع والمسيء، اصبح ذكرى لا يحبون تذكرها ، واصبح ضيفا ثقيلا من الصعب نسيان افعاله ولو للحظة، ومن الصعب ايضا عليهم ان يضحكوا في وجه من اساء اليهم واكثر من الكذب على الجميع حتى باتت سيرته كسيرة الراعي الذي كان ينادي اهل القرية ليختبر محبتهم وذلك بأن يصرخ بصوت عال الذئب اتى وسيأكل غنمي وخرافي فيركض اليه المحبون ليسعفوه فيجدونه يضحك على محبتهم ويسخر منهم حتى اتى يوم داهم فيه الذئب فعليا غنمه وخرافه فأصبح يصرخ بأعلى صوته ومن قلب خائف طالبا النجدة ولكن للاسف احدا لم يلبي نداءه فوقع ضحية كذبه واستغلاله لمحبة الغير وعدم تقدير التضحية او المحبة الممنوحة اليه ، هكذا صاحبنا  الهارب من آثامه الى الامام يأتي اليوم ليقف على ابواب من احبوه فخذلهم، ومن صانوا حرمته فخانهم، ومن امنوا لهم فكانت الطعنة نصيبهم، صاحبنا اتى اليوم يزور كبيرا في السن وكبيرا في احترامه لنفسه وكبيرا في تربيته لاولاده وكبيرا في اخلاقه، فهذا الكبير رغم الجراح التي تسكن جسده من اعمال هذا الخائن  الا انه استقبله في بيته واحترم حرمة بيته في وقت لم يحترم هذا الزائر الغير مرغوب بزيارته بيت هذا الكبير ولا احترم بزيارته له اليوم شيبة الكِبر، فشن زيارة اشبه بهجوم وفرض الامر الواقع ، استُقبل كما كان يُستقبل ولكن النفس ابت ان تُخرج ما في جوفها لا لاحترامه وانما لاحترام من رافق واستغل ،وهذا المرافق هو من آلاعزاء على قلب الكبير فاختار كرمة لعيونه الصمت وعض على جرح يؤلمه واحترم ألمه بأن شكا به الى من خلقه واودعه هذا الالم
الى كل الهاربين اليوم الى الامام اقول وأنا مؤمنة بما اكتب بأن عدم الايمان هو من دعاهم الى الهروب فالشيطان يوسوس دائما للجميع بأن يقول لهم انظروا ماذا فعل الهكم لكم لقد سمح بأن خسرتم من تحبون، لقد سمح بأن تقعوا في امراض ،، لقد سمح بأن تضطهدوا وتعانوا وتموتون، لقد صمت عن المكم وحزنكم ولم يبد اية رحمة ولم يمنع هذه الالام بأن تصيبكم فيصدقونه وينسون بأنه هو من اجاز كل هذا وهو من فعل كل هذا وهو المسؤول عن كل شيء ولكن للحق اقول ليس مسؤولا بقدر اصحاب الهرب فهو لم يخن ولم يزن ولم ينكر ولم ينكث عهدا ولم يتورط في اثم بل هم من فعلوا هذا عن طيبة خاطر واقتناع واندفاع نحو تجربة الملذات الارضية وتذوق الاوحال المعروضة عليهم من قبل بنات ابليس اللواتي يمرحن في الارض صائدات ضعفاء الايمان واصحاب الأنفس الرخوه التي تتعلق بالشهوات وتركض لتجربها غير آبهة بنفسها وغير آبهة بمن تظلم وتُذِل وتقتل، إلى كل الحزانى الذين يبحثون عن  تعزية اليوم لن تجدوا تعزية اكبر واهم وارحم من تعزية يسوع المسيح، اشكو اليه حزنكم واطلبوا معونته وشددوا على التودد اليه ، ازعجوه بصلواتكم، ازعجوه باصواتكم التي تطلب معونته ، ازعجوه بدعوتكم اليه كي يحتل قلوبكم ويمحي منها الحزن والغضب واليأس والدمع، فلا احب على قلبه من تائب يدعوه ويطلب معونته، ولا احب على قلبه من مناداة خرافه اليه والركض بلهفة الى حضنه الدافئ، افعلوا هذا دائما لا تتعبوا من مناداته لأنه يسرع دائما الى نجدتكم سترونه ان اوقفتم الحزن والشك والتحسر ، لن ترونه في دموع الفراق بل سترونه في دموع التوبة ودموع الانكسار وطلب الرحمة، هو ليس ببعيد عن احد هو دائما مستعد لنا  لتلبية حاجاتنا ، لابأس ان تأخر عن تلبية طلبنا عندما نريد وفورا لأنه لا يعطينا الا ما هو خير لنا وبذلك نرى ان عطيته ربما تتأخر ولكنها لا تنسى فنحن ننسى طلباتنا ولكنه يسجلها في قلبه ويعطينا اياها بطرق مختلفة لا نترقبها ولكننا عندما نمعن النظر اليها في قلوبنا نجدها وتفرحنا جدا لأنها من عطايا رب الخير، فلا يفرحن احد بشي ارضي حصل عليه يبرق برقا فهذا الوهج هو من شدة شره وهو فاني ولا يدوم وعندما نحصل عليه يأخذ سلامنا ويترك لنا دائما القلق والغضب وعدم الارتياح من هنا ندرك ما هي عطية الخالق وما هي عطية المخلوق الشرير ،علينا ان نستعد لأن المجيء اقترب وعلامة الازمنة ابتدأت بالظهور فلم يشهد قرنا ما نشهد اليوم من شرور وقتل واغتصاب أرض وعرض، علينا ان نستفيق قل فوات الاوان، ارحمنا ايها الرب يسوع يا ابن الله الحي واغفر لنا جميعا ما خطئنا به اليك، ازرع الفرح في قلوب مؤمنيك وابعد الشر عن طريقهم وقدنا واولادنا وكل المؤمنين بك الى حضنك الالهي ولا تترك مكانا للشرير لا في حياتنا ولا في قلوبنا، ساعدنا على المغفرة كي نتشبه بك ونكون وجها لمجدك القدوس،

No comments:

Post a Comment