Translate

Thursday 6 October 2011

هل انا التي تغيرت ام ان الحياة هي التي تغيرت ؟

نظرة واحدة الى واقعنا تجعلنا نرتعب مما نرى لان كل شيئ من حولنا قد تغير واصبح ذكرى نعيش بها على امل ان تعد تلك الايام الجميلة
نجد ان مفهومنا ونظرتنا الى كثير من الامور قد تغيرت
لم يعد العطاء بمفهومه الطبيعي
ولا المسامحة اضحت تعرَّف بما تعني
ولا التضحية باتت هدفا” لكثيرين
عرفنا العطاء ممن سبقونا على أنه صليب محبة نحمله بفرح ونوزع منه على من يحتاج ببسمة ونغرف منه ونعطي كل ذي صاحب حاجة حاجته فحملوه دون تذمر
للاسف اليوم اصبح العطاء اسراف شرير لا يجب اغداقه على أحد فلكل نظريته التي تقول ان كل انسان مسؤول عن نفسه فما بالي انا احمل همه وانا بالكاد استطيع تأمين حاجياتي
نرى الوالدين يتخلون عن نعمة العطاء في سبيل اولادهم ويتركوهم في مقتبل العمر فريسة” لاولاد الشر بأن يتخلوا عن مصروفهم وتلبية حاجاتهم وبرميهم في مجاهل الحياة دون رحمة وكل هذا يفعلونه وهم مقتنعون بانه صحيح من وجهة نظرهم التي تقول انه يجب ان تقسو على اولادك ليصبحوا رجالا” لا ان تعطيهم حتى تفسد رجولتهم
فالرجولة بنظرهم هي عدم العطاء ولاعتقادهم ان واجبهم انتهى وانهم احق بما يجنون في سبيل صرفه على ملذاتهم
وفي سبيل ان يغرفوا من ملذات هذا الكون الفاسد قبل ان يفوت القطار
فاضاعوا نعمة العطاء واضاعوا معها انسانيتهم واولادهم ولقنوهم دروسا” في عدم النظر الى حاجات اخوتهم على انها فعل محبة لا بل فعل كمن حكم بالاشغال الشاقة المؤبدة

ومثل العطاء هناك المسامحة التي عرفناها مع السيد المسيح في القدم بقوله تعالى باركوا لاعنيكم وصلوا من اجل من اساؤوا اليكم فأين نحن اليوم من هذا الكلام وكيف نطبقه وننظر اليه لنلق نظرة
اذا اذنب احدهم بحقك اليوم وسامحته ينعتونك بالغباء وبأنك لا تسطيع المطالبة بحقوقك وبأنك ضعيفا” يستوجب الهزء
لم تعد المسامحة اليوم فضيلة تذكر في سجلاتك فاحترس اصبحت جناية تعيّر بها واصبحت في نظر الكثيرين آثما” يستحق العقاب لتهاونه في حقوقه
حتى من تسامح يهزأ منك ويكمل في اساءته اليك ولا يحترم فعلك فيفسره ضعفا” من انسان كان بمقدوره ان يلقن المسيئ درسا” لن ينساه اما بضربه او ……. فتصبح انت المذنب
قديما” قالوا العفو عند المقدرة من شيم الكرام
اليوم يقولون العفو من شيم المنكسرين الذين لا يستحقون التفاتة عتب منا لانهم يمشون عكس التيار فهم يشبهون كاءنهم آتين من عالم آخر لا يفقهون لغة الارض
أين نحن من المسامحة اليوم فاذا لم نطبق على من عادانا صنوف العذاب والذل فلن يهدأ لنا بال ومع هذا لا نكتفي
وايضا” مما قد زال فضيلة التضحية اين نحن منها اليوم ؟ لنستعرض بعض ما قيل عنها قديما” وما يقال عنها اليوم
في القديم عرفوا معنى التضحية من خلال ما تعلموا من السيد المسيح فهو قد ضحى بحياته في سبيل من احب ابذل ذاته عنهم ليقل فيه ان اعظم حب تقدمة هو ان تضحي بنفسك في سبيل من تحب
نظرة سريعة اليوم الى من يدعون الحب ويحتفلون بعيده ويصرفون الاموال في سبيله ومنهم من يدفع كرامته ثمنا” لهذا النهار
لهؤلاء نقول الى اي مدى انتم مستعدون للتضحية في سبيل من تحبون؟
الى اي مدى انتم مستعدون للتضحية في سبيل عائلاتكم ..اولادكم.. كنيستكم….؟
هل ستضحون بملذات العصر واغواء الشيطان ووعوده الكاذبة التي لا ترونها؟
فتتغلبون عليها وتضحون بكل غالي ونفيس في سبيل استمراريتكم كعائلات مقدسة ركيزتها الكنيسة وبانيها يسوع المسيح؟ ام انكم ستضحون بها عند اول نسمة فتعرفون عندها التضحية الهدامة لا البناءة؟
الى اي مدى انتم مستعدون لهذه التضحية ؟ والمدافعة عن معتقداتكم التي حولتموها من الفضيلة الى الرذيلة؟
نظرة الى كل هذا تجعلني اتساءل هل انا التي تغيرت ام ان الحياة هي التي تغيرت ؟

No comments:

Post a Comment