Translate

Thursday 6 October 2011

قصة من واقع الحياة

في مساء صيف جميل والسماء ترتدي ثوبها الارجواني عند الغروب وتخبر ببهاء الله وجمال صنائعه، وبينما هي تراقب هذا المنظر الجميل مبهورة من عظمة الخالق وبساطة جمال خلائقه ، رن جرس الهاتف الى جانبها ولاول مرة ترتعد من صوته ، خالت نفسها كذلك ربما لأنها كانت في دنيا ثانية مع الجمال اللامحدود ولكن قلبها انبأها بغير ذلك جاعلا اياها مترددة في الامساك بسماعة الهاتف الذي على غير عادته استمر في الرنين وكان صوته كالسياط يقطِّع صوته حبال السمع في اذنيها، مشت الهوينا الى حيث يرقد هاتفها اسمته كذلك لأنه صمت دهرا ولم يسمع له صوت وعندما نطق اليوم واستفاق من رقاده انبأها حسها بأن هذا الميت العائد لا يحمل خيرا في حناياه، التقطت السماعة وقالت اللو ليأتيها صوت من البعيد عبر الاسلاك الهاتفية ناعما هادئا محبا زيادة عن اللزوم  ، زيادة عما اختبرته في صاحب هذ الصوت، ارتعشت وصمتت برهة شاردة متعجبة ما لهذا الصوت الذي كنت احب نبرته تجرح قلبي وغناءه كالأنين في اذني، ما الامر اهناك امر خطير اصابه؟ هل هو مريض ويمهد الطريق ليخبرني عن اساه ولا يريد ايلامي ؟ هل هو في ضائقة يحتاجني بها ويشعر بالحياء ان طلبها مني ؟ اسئلة واسئلة واجابات تدفقت في ذلك الرأس الصغير جعلته في دوران مؤلم، استفاقت من وهلتها على صوته يسألها اين انت ما بك ؟ اجابته بفرح مصطنع كي لا يلاحظ ارتباكها لا شيء حبيبي كل ما هنالك اني تعجبت لأنك على غير عادة تطلبني مساء انت ما تعودت ذلك الا صباحا ، هل في الامر مصاب جلل جعلك تغامر وتطلبني في هذا الوقت وانت تعلم انني سأفكر الف مرة بالشر قبل الخير لتوقيته، استهزأ بها ولأ ول مرة وقال لها ما ذا  اصابك هل اصبحت سريعة الكسر ولا تقوين على استقبال مكالمة في توقيت غريب؟ اجابته اذا كانت المكالمة منك وتخصك وفي هذا الوقت حتما ستجعلني اقلق لا منك بل عليك، ولكنها بدل ان تسمع ما يطفيء نارها ويبرد خوفها،قال وبكل قسوة الدنيا ودون ان يراعي وجودها في الغربة او على غير استعداد، لا زلت كما عهدتك دائما سريعة الملاحظة وقلبك لم يكذب عليك ابدا واحساسك النقي لم يتكدر من قساوة الايام، قالت له بلهفة حكم البراءة للمظلوم قل لي ما بك وبدون مقدمات، لا اريدك ان تكذب او تراوغ ، ما الامر المستعجل والغريب الذي تريد اخباري به وما هذه النبرة البشعة في صوتك؟ قال لها اسمعي انا لم اعد استطيع ان اكمل الحياة معك، لم اعد اطيقها يجب ان نفترق،،!!!!!!!!!!!!! هكذا قالها دون مقدمات ودون ان يراعي شعورها ، قسوة ما بعدها قسوة!!!!!!!
هل انت جاد ام انك تمزح اجابت بعد ان التقطت انفاسها، قال لها انا جاد جدا واريد انهاء علاقتنا سريعا ، قالت من هي المرأة التي جعلتك تطلب هذا الطلب الغريب والقاسي، قال لا يوجد اية امرأة في حياتي جل ما في الامر انني اكتشفت بعد هذه السنين وبالصدفة انني لم اعش حياتي كما يجب ولا عشت طفولتي او مراهقتي كما يجب فقد ابتدأت العمل باكرا وتحملت المسؤولية كذلك ولم اعش من عمري اللحظات الجميلة. ولا تنسي ايضا اننا تزوجنا باكرا وتحملت مسؤولية عائلة ايضا، ومن جراء ذلك لم اعرف كيف يعيش من في ذلك السن، ولذا ترينني اليوم احن الى ان اعيش العمر الذي حرمت منه واتوق ان افعل ذلك ولا يهمني من سيتضرر انت او الاولاد انا قد قدمت لكم الكثير آن الاوان ان تقدموا لي انتم بعضا من التضحية التي ضحيتها من اجلكم، عادت وسألت من هي؟ اجاب لماذا تظنين ان هناك امرأة ؟ لم لا تصدقين ان ما امر به حالة نفسية عابرة ؟ قالت لا يمكن ان ينام  الرجل مساء بعد ان اسمع زوجته واسمعته كل كلام الحب وكل الاشواق ويستيقظ هكذا فجأة يريد الطلاق والانفصال الا اذا كان يعشق اخرى، انكر ذلك كي لا تنعته بالخائن واستمر على خداعه الى ان اكتشفت ذات يوم انه ليس فقط بخائن لها ولعمرها ولما بنته بل ايضا خائنا لكل مبادئه ولكل معتقداته الدينية والادبية، افقدته من لهث وراءها نقاء وجهه فبت حين تراه ترى انسانا مظلم الوجه اسود الثنايا، افقدته صفاء الروح فاصبح  مظطرب البال على عصبية تقتل، افقدت عينيه لمعانهما فنشف ماء الصفاء الرقراق وحل مكانه ماء ملوث فاسد معكر، افسدت قلبه الطيب وحلاوته وزرعت مكانهما الغل والظلم والانانية والتفاهة والتعلق بغرور زائف، افقدته ايمانه بربه وزرعت مكانه ايمانا وحبا بخيانته ونكرانه لدرجة تخليه عنه واتباعه مذهبا آخر فقط من اجل متعة دنيوية لم يستطيعا الحصول عليها بنقاء ومحبة ، فاصبح بضاعة تشترى وتباع حسب الاهواء، ترفع وتداس حسب الظروف،لم يفكر لحظة بما آلت اليه نفسه وما زال في طريقه المظلم مطأطىء الرأس والجبين لا يلوي على شيء
قصة من واقع الحياة

No comments:

Post a Comment