Translate

Thursday 6 October 2011

العدالة كرتون

قالوا ان الكوب  يقسم الى قسمين`، الاول مليء حتى النصف ليكمله القسم الآخر الا وهو الفارغ، فلماذا ننظر دائما الى القسم الفارغ ؟ فهو برغم بياضه الا انه يحمل سوادا في النفس يقلقها ويجعلها دائما متشائمة والآخر بالرغم من لونه القاتم الا انه يحمل في طياته تفاؤلا
حتى الالوان اختلطت فاصبح ما تراه ابيضا ينذر بالسواد وما تراه اسودا ينذر بالبياض، معادلة صعبة ولكنها احيانا تنبىء بالحقيقة واحيانا لا … فمثلا بين خبرين احدهما اندفاع شركة يابانية على تأسيس مطعم بيتزا على سطح القمر بقيمة 27 مليار دولار وآخر عنوانه اجساد تتهاوى في صحراء قاحلة لنجري مقارنة سريعة فالاول يعتبره الناس النصف الملآن من الكوب اذ انه يبين ازدهارا، والآخر يعتبره البعض السواد الاعظم لانه يحزن النفس ويدل على عدم الاهتمام، فبين الخبرين تحزن نفسي لأن ما يسميه الناس بالنصف الملآن يرمي اموالا كثيرة على سطح كوكب ربما لن تطأه رجل انسان الا بعد عشرات السنين وسيكون لنخبة مختارة من ذوي الاموال الذين يستطيعون كيفما تقلب الحال دفع المال،بينما يعاني اخوة لهم في آلانسانية من المجاعة القاتلة التي تلتهم كل يوم مئات الاطفال الذين لا ذنب لهم والذين لم ولن يعرفوا طعم البيتزا الارضية ليحلموا بتلك التي على سطح القمر!!!! كيف لي ان ارى السواد هنا بياضا وارى البياض سوادا؟ لن استطيع ولن يستطيع غيري ايضا الا ان يرى الحقيقة المجردة الا وهي الحقيقة ولنتأكد حينها ان ما نراه ليس الا خدعة الوان ، ولعبة نقع ضحاياها فهنا لم ولن يكون النصف الابيض الفارغ من الكوب دليل عافية وامل وصفاء اذ انه مليء بالبطون الجائعة المتهاوية تحت نير عدم الاكتراث وعدم التوزيع العادل المنتقي لخيرات هذه الدنيا فبدل رمي المال على سطح القمر ارموه على سطح افريقيا والبلاد الجائعة عل جياعها  يقتاتون بما هو حق لهم وواجب علي كل الانسانية فيأملون عندها بغد جميل ويبتسمون رضا بدل ان يبتسموا الما واملا بأن تسمح لهم ايامهم القادمة على وجه الكرة الارضية برؤية البيتزا التي يتسابق مليارديرات العالم الى نقلها الى سطح القمر دون ان يكون على سطح الارض بعد من رآها، وليعملوا عندها على تحقيق احلامهم بالذهاب يوما الى سطه القمر لرؤية معالم بيتزا سرقت من مواطنيهم فرحة العيش والامل. لذلك لن تتحقق العدالة على سطح الكرة الارضية لأنها  كرتون ولأن صانعيها  جبناء ينهارون امام المال، العدل الوحيد الذي نحوه نتطلع وتصبو نفسنا اليه هو العدل الالهي الذي لن يعلوه عدل” عادل انت ايها الرب وجميع احكامك مستقيمة وطرقك كلها رحمة وحق وحكم سفر طوبيا 2:3″……

No comments:

Post a Comment