Translate

Wednesday 19 October 2011

الفرق بين حنين وآخر


دمعت عيناي وانا ارى الفتاة التي كان ابوها اسيرا واطلق كانت تتكلم عن شعور غريب اجتاحها وهي تنطق كلمة بابا، فهي برغم بعده عنها طوال السنين الا انها كانت تحس بابوته وتنتظره ليخرج اليها ويعوضها عن سنين غيابه
دمعات تدحرجت على وجنتاي ليس فقط لجمال المشهد ولحنوه ولكن تساقطت لقساوة عالم اولاد آخرين اباءهم على قيد الحياة وليسو في الاسر الا انهم لا يحسون بهم،
ترى متى ستتساقط دموع اولادي فرحا واشتياقا لوالد اختار العيش بعيدا عنهم وفضل قضاء اوقاته مع الغرباء عليهم؟ اؤمن بأن يوم اللقاء ربما يكون قريبا او ربما لا ولكني اؤكد بأنه لن يكون يوم اشتياق لأب غادر ولم يعد، ولن يكون يوم بكاء لفرحة تمت بلقاءه، بل سيكون يوما صعبا جدا لأنه في هذا النهار سيقطف ذلك الوالد ثمرة جحوده وتخليه عنهم في اصعب واحلك الاوقات ، اوقاتا كانو بحاجة فيها اليه، بحاجة الى يده التي يتمسكون بها بتقة وحب ويشعرون معه بالامان، ربما تقولون بأنني ابالغ او بأنني اكتب والحقد يملأ قلبي ، ولكن لا، لا يحق لاحدكم ان يرمي التهم جزافا ولا لاحدكم بأن يتهمني بانني حاقدة وذلك لسبب بسيط جداوهو انكم لم تكونوا معي في اوقات الشدة التي مررت واياهم بها ،لم تكونوا عندما كان ولدي يصارع المرض في الوقت الذي كان ابوه يقضي شهر عسل مع عشيقة دمرت بيتنا، لم تكونوا معي عندما مر ولدي بصراع مع الانتحار وعدمه، لم تكونوا معي عندما جلست طوال 20 يوما امام بابه ليلا نهارا ون غفوت لحظة الوم نفسي وانهض للسهر مجددا كي اقوم بواجب الحراسة في الوقت الذي كان هو يحرس شعور عشيقته ويخفي عنها الم ولده كي لا تتكدر وتتهمه بأنه يفبرك ذلك ، لم تكونو بجانبي وانا ابحث في الكتاب الوحيد الذي احمله منذ سنوات وهو دليل الاطباءوذلك للاستدلال على عناوينهم وعياداتهم التي اكلت من روحي ومن جسدي ومن كياني حتى بت اكره لو ان احدا ما ولو بالصدفة سأل عن عنوان طبيب او طلب مني مرافقته اليه، في الوقت الذي كان هو يفتش في كتابه الوحيد الذي يقرأ به منذ تعرفه اليها الا وهو كتيب دليل عروضات السفر ليختار من بينها وجهات السفر امناسبة لقضاء العطل واياها، وكتيب اخر بعروضات الكاليريهات لآخر منتجاتها ليختار منها ما يفرش لها بيتها وبأغلى الاثمان، هل رأيتم الفرق بيني وبينه وهل حاول احدكم ان يضع نفسه مكاني ويطلق عندها الاحكام؟ ربما تظنون بأنني قاسية وليس في قلبي رحمة ولكني اقول لكم لو ان احدكم مر بما مريت به لكانت انهار حقده تجري وتخبر عما جرى كل البلاد ولكني لم احفر تلك النهار ولا اردتها يوما ان تجري قرب بيتي وعائلتي ولا تعاملت مع بنوكها ابدا، لأنني تربيت وربيت على المحبة لا اخفي انزعاجي او حنقي على ما جرى ، ولكني اؤمن ايمانا راسخا انه لا بد ان يأتي يوم نقف كلنا امام بعض ويدفع كل منا للاخر ما عليه واؤكد انني وقتها سأكون من اغنى الاشخاص لكثرة ما لي

No comments:

Post a Comment